يحلُّ الشتاء في غزة كل عام بجوٍّ من البرودة القارصة والرياح العاصفة، إلا أن هذا الفصل لا يعني فقط طقسًا باردًا، بل يمثل تحديات قاسية لسكان القطاع المحاصر. وخاصةً في ظل الظروف المعيشية الصعبة والتصعيد المستمر، لذا مع اقتراب موسم الأمطار والصقيع، تزداد معاناة أهالي غزة. حيث يعيش الكثير منهم في بيوت غير مهيأة للبرد الشديد ويعانون من نقص الموارد الأساسية. إن نقص الكهرباء، وشح الوقود، وندرة أدوات التدفئة، يجعل من شتاء غزة فترة مؤلمة تتطلب تدخلاً ودعماً من الجميع. وبمقالنا اليوم، سنعرض لك أبرز التحديات التي يواجهها النازحون في غزة خلال الشتاء وكيف نقدم العون لهم.
ما التحديات التي تواجه أهالي غزة في الشتاء؟
تعتبر ظروف الشتاء في غزة تحدياً كبيراً، حيث تزداد الحاجة إلى التدفئة والأغطية والألبسة الشتوية. كما يعيش العديد من الأسر الغزية في منازل بسيطة أو حتى مدمرة. مما يجعلها غير قادرة على مواجهة الأمطار والبرد. وفيما يلي بعض أبرز التحديات التي تواجه أهالي غزة في الشتاء:
تهالك البُنى التحتية في غزة وعدم مقاومة الشتاء
من أصعب تحديات الشتاء في غزة هذا العام هو تهالك الُبنى التحتية لديها. والذي يجعلها غير قادرة على مقاومة العواصف الشديدة والأمطار الغزيرة خلال هذا الفصل. مما يجعل النازحين في قطاع غزة يعيشون مأساة حقيقية مع دخول فصل، خاصة في ظل ظروف الحرب الصعبة والنقص الحاد في الإمدادات.
تفشي الأمراض وانتشارها بين أهالي غزة
بسبب المستشفيات المتهالكة والمدمرة والتي أصبحت خارج الخدمة، سيكون فرص تفشي وانتشار الأمراض خلال الشتاء في غزة هذا العام كارثية. خاصة في ظل نقص الموارد الصحية وتدهور النظام الصحي خلال ظروف الحرب القاسية. مع البرد الشديد والرطوبة التي ستحتل المنازل والخيام. كما أن هذا الأمر سينتج عنه تفشي شديد في الأمراض التنفسية والأمراض المعدية، مع مضاعفة حالات الإصابة بالبرد ومضاعفاته.
انقطاع الكهرباء واستنفاد الوقود في غزة
من ضمن التحديات الصعبة التي سيواجهها أهالي غزة في الشتاء هو انقطاع التيار الكهربائي. وذلك بسبب وقف إمدادات الكهرباء عن المنطقة هناك خلال فترة الحرب. ذلك بجانب استنفاذ المخزون من الوقود لمحطة توليد الكهرباء بالمنطقة. وبالتالي عدم إمكانية تشغيل مولدات الكهرباء لتوفير الخدمات الأساسية خلال الشتاء في غزة، وبالتالي:
- صعوبة توفير التدفئة في مراكز الإيواء والمنازل لأهالي غزة.
- عدم وجود إضاءة طوال اليوم.
- صعوبة في طهي وإعداد الطعام.
نقص الموارد بسبب الحصار
تستمر التحديات الصعبة التي سيعاني منها الأهالي خلال الشتاء في غزة، ومن أبرزها أيضاً هو نقص الموارد بسبب الحصار على المنطقة. وبالتالي عدم حصول الأهالي هناك على ما يحتاجونه من الموارد الأساسية للعيش، كالمواد الغذائية والأدوية وغيرها من المساعدات الأساسية التي يحتاجونها.
أهمية تقديم الدعم للأهالي والنازحين خلال الشتاء في غزة
تقديم الدعم لأهالي غزة في فصل الشتاء له دور كبير في تحسين معيشتهم وتقليل حجم المعاناة. فالظروف الإنسانية الصعبة تؤثر سلبًا على الجميع، ولكنها تؤثر بشكل خاص على الأطفال والأسر الفقيرة التي تعيش في مخيمات مكتظة.
ومن هنا تبرز أهمية ودور الجمعيات الخيرية، والتي تساهم بشكل فعال في تخفيف معاناة الأهالي خلال الشتاء في غزة. وذلك من خلال تقديم حملات إغاثية تهدف إلى دعم الأسر المحتاجة وتزويدها بالموارد الأساسية لفصل الشتاء وعلى رأسهم جمعية أمة الخيرية بمشاريعها الفعّالة لتقديم الدعم لأهالي غزة مما يساعد في:
- توزيع ملابس شتوية ثقيلة تحمي أهالي غزة وأطفالهم الأبرياء من البرد القارس خلال الشتاء.
- توفير مساعدات تحمي من خلالها منازلهم من الأمطار لتوفير مأوى أكثر أماناً.
- توزيع أغطية وبطاطين لتوفير التدفئة اللازمة للأسر والأطفال أثناء النوم خلال الشتاء شديد البرودة.
كيف يمكنك مساعدة أهالي غزة في الشتاء خلال الحصار؟
هناك عدة طرق فعالة يمكن من خلالها مساعدة أهالي غزة في الشتاء، حتى مع وجود الحصار. بعض هذه الطرق كالتبرعات عبر الجمعيات الخيرية أو حتى التطوع والمشاركة في التوعية والترويج للدعم وغيرها من الطرق المفيدة الأخرى.
مشاريع الشتاء في غزة: لن نترك غزة وحدها في الشتاء
مع دخول الشتاء، تأخذ جمعية أمة الخيرية على عاتقها مسؤولية دعم أهالي غزة ورفع بعض العبء عن كاهلهم. حيث أطلقت ثلاث مشاريع رئيسية تهدف إلى تلبية احتياجاتهم الأساسية خلال فصل الشتاء. وتضم هذه المبادرات توفير الدفء والكساء للأسر المحتاجة، في جهد متواصل للتخفيف من آثار الشتاء القاسية عليهم.
كما أن مساهمة الجميع في هذه مشاريع الشتاء الخيرية لأهالي غزة تضيف الأمل وتُدخل الدفء إلى قلوب الأسر المتضررة. فتجعلهم يشعرون بأنهم ليسوا وحدهم في مواجهة البرد والصعوبات، بل إن قلوبًا محبةً حول العالم تهبُّ لنجدتهم. وتقدم جمعية أمة الخيرية أكثر من مشروع لتقديم الدعم والعون للأهالي خلال الشتاء في غزة ومنها:
- مشروع كسوة أطفالنا بغزة: يمكنك من خلال التبرع بـ 70$ أن تضمن لطفل واحد من أطفال غزة ملابس شتوية تقيه من البرد. كما يمكنك التبرع بـ 1300$ لمنح الدفء لـ 20 شخصاً من أهالي غزة.
- مشروع حماية النازحين من المطر: من مشاريع دعم أهالي غزة في الشتاء ويمكنك من خلال التبرع بـ 330$ توفير شادر غطاء نايلون يحمي اخوانك في غزة من الأمطار لتوفير مأوى آمن لهم خلال فصل الشتاء.
- وكذلك مشروع بطانية الدفء لأهلنا بغزة: يتم من خلاله توفير بطانيات لأهالي غزة والنازحين بالمنطقة. وذلك لتوفير الدفء أثناء النوم والحماية من برودة الشتاء القارصة، ويمكنك التبرع بـ 40$ فقط لتوفير بطانية لأحد الأسر هناك.
لنكن جميعًا جزءًا من الأمل الذي يُضيء قلوب أهالي غزة وسط هذا الشتاء القارس. بمشاركتنا وتبرعاتنا، نستطيع أن نخفف عنهم معاناتهم ونمنحهم الدفء والأمان في مواجهة البرد والصعوبات خلال الشتاء في غزة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من فرّج عن مسلم كربةً من كرب الدنيا، فرّج الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة”. لذا فتبرعك ومساعدتك لهم هي فرصة عظيمة لتفريج كربتهم، ولنكن سبباً في إدخال الدفء والطمأنينة إلى قلوبهم.