حساب زكاة المال من الأمور الأساسية التي يجب أن يحرص عليها المسلم، فهي فريضة شرعية وركن من أركان الإسلام تهدف إلى تحقيق التكافل الاجتماعي ومساعدة المحتاجين. ويسعى الكثيرون لمعرفة الطريقة الصحيحة لحساب الزكاة والتأكد من إخراجها وفقًا للأحكام الشرعية. فكيف يتم حساب زكاة المال؟ ومتى تصبح الزكاة واجبة؟ هذا ما سنوضحه بالتفصيل في هذا المقال كما سنشير إلى طرق إخراج زكاة المال.
زكاة المال
هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي فريضة مالية تُخرج من أموال المسلمين الذين بلغوا النصاب الشرعي وحال عليها الحول أي مرور عام كامل.
تُعد الزكاة وسيلةً لتحقيق التكافل الاجتماعي، حيث يتم توزيعها على الفئات المستحقة وفقًا لما حدده الشرع. كما يتم فرض زكاة المال على أنواع مختلفة من الثروات، مثل:
- النقود.
- الذهب.
- الفضة.
- عروض التجارة.
وذلك بنسبة معينة سنوضحها في حساب زكاة المال وبشروط بلوغها النصاب الشرعي أيضاً. وتعتبر الزكاة طهرة للأموال وبركة لصاحبها، كما أنها تعزز روح التضامن بين أفراد المجتمع.
شروط زكاة المال
لإخراج زكاة المال بشكل صحيح، يجب أن تتوفر مجموعة من الشروط التي حددها الشرع الإسلامي وهي:
- بلوغ النصاب: يجب أن يصل المال إلى النصاب الشرعي، وهو ما يعادل 85 جرامًا من الذهب الخالص أو قيمته النقدية.
- مرور الحول: يشترط أن يمضي على المال عام هجري كامل منذ امتلاكه بشرط بقائه فوق النصاب طوال هذه المدة.
- الملكية التامة: أن يكون المال مملوكًا بشكل كامل لصاحبه وقابلًا للنمو والاستثمار حتى يتم حساب زكاة المال عليه.
- الخلو من الديون: إذا كان على الشخص ديون تُنقص المال عن النصاب، فلا تجب عليه الزكاة إلا بعد خصم الديون المستحقة.
- القابلية للنماء: أي أن يكون المال من الأنواع التي تزيد أو تُستخدم في الاستثمار مثل النقد، الذهب، التجارة، والزروع والأنعام.
من هم الذين يجوز دفع الزكاة إليهم؟
حدد الإسلام الفئات المستحقة لزكاة المال في ثمانية أصناف ذكرها الله تعالى في قوله: “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ” (التوبة: 60).
وفيما يلي توضيح لمن تعطى زكاة المال والفئات المستحقة، والتي يجب توزيع الزكاة عليهم بعد حساب زكاة المال وفقًا للأولويات والحاجة الفعلية لكل مستحق:
- الفقراء، وهم الذين لا يجدون ما يكفيهم لسد احتياجاتهم الأساسية.
- المساكين، وهم من لديهم بعض المال ولكن لا يكفي لسد حاجاتهم الضرورية.
- العاملون عليها، أي الأشخاص المكلفون بجمع الزكاة وتوزيعها.
- المؤلفة قلوبهم، وهم الذين يراد تأليف قلوبهم للإسلام أو تثبيتهم عليه.
- في الرقاب، أي لتحرير الرقيق والمساعدة في فك الأسرى.
- الغارمون، أي المدينون العاجزون عن سداد ديونهم.
- في سبيل الله، أي لدعم الجهاد والأعمال الخيرية التي تعود بالنفع على المسلمين.
- ابن السبيل، وهو المسافر المنقطع عن بلده والذي يحتاج إلى المال للعودة.
شروط من يستحق الزكاة
لكي يكون الشخص مستحقًا لزكاة المال، يجب أن تتوفر فيه بعض الشروط التي حددها الشرع. وتشمل هذه الشروط ما يلي:
- أن يكون من الأصناف الثمانية: يجب أن يكون المستفيد واحدًا من الفئات التي ذكرها الله والتب أوضحناهم في الفقرة السابقة.
- أن يكون مسلمًا: الزكاة لا تُعطى لغير المسلمين، إلا في حالة “المؤلفة قلوبهم”، وهم من يُراد ترغيبهم في الإسلام أو تثبيتهم عليه.
- ألا يكون من أهل بيت النبي ﷺ: لا يجوز دفع الزكاة لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
- ألا يكون من الأشخاص الذين تلزم المزكي نفقتهم: مثل الوالدين والأبناء والزوجة، لأن إعالتهم واجب شرعي على المزكي نفسه.
- أن يكون محتاجًا فعليًا: بحيث لا يمتلك من المال أو الدخل ما يكفي حاجته الأساسية وحاجة من يعولهم.
- عدم القدرة على الكسب أو قلة الموارد: حيث تُعطى الزكاة لمن لا يستطيعون توفير متطلبات الحياة الكريمة بسبب البطالة أو العجز.
- ألا يستخدم الزكاة في أمور غير مشروعة: يجب التأكد من أن المستفيد لا يُنفق الزكاة في أمور محرمة مثل شراء المحرمات أو دعم أعمال غير شرعية.
خمسة لا يجوز دفع الزكاة إليهم
رغم أن زكاة المال تهدف إلى تحقيق التكافل الاجتماعي، إلا أن هناك فئات لا يجوز دفع الزكاة إليهم، سواء بسبب علاقتهم بالمزكي أو لأسباب شرعية أخرى. وفيما يلي أولئك الخمسة لتضعهم في الحسبان عند حساب زكاة المال وتوزيعها:
- الأصول (الوالدان والأجداد): لا يجوز دفع الزكاة إلى الأب أو الأم أو الجد أو الجدة، لأن نفقتهم واجبة على المزكي إذا كان قادرًا على إعالتهم.
- الفروع (الأبناء والأحفاد): لا تُعطى الزكاة للأبناء أو الأحفاد، لأن المزكي ملزم شرعًا بالنفقة عليهم إن كانوا بحاجة.
- الزوجة: لا يجوز للرجل دفع الزكاة لزوجته، لأن نفقتها واجبة عليه شرعًا، ولكن يجوز لها أن تعطي زوجها إذا كان من مستحقي الزكاة، مثل أن يكون فقيرًا أو غارمًا.
- الأغنياء ومن لديهم دخل كافٍ: لا يجوز إعطاء الزكاة لمن يملك من المال أو الدخل ما يغنيه عن الحاجة، إلا إذا كان من الغارمين الذين عليهم ديون لا يستطيعون سدادها.
- آل بيت النبي ﷺ: لا تحل الزكاة لآل بيت النبي ﷺ، وذلك لأن الزكاة تُعتبر تطهيرًا للمال، وآل البيت لهم مصادر أخرى مثل الصدقات والهدايا التي تغنيهم عن أخذ الزكاة.
كيفية حساب زكاة المال على الذهب
تجب زكاة الذهب إذا بلغ النصاب وحال عليه الحول، أي مرور سنة قمرية كاملة، ويُقدر نصاب الذهب بـ 85 جرامًا من الذهب الخالص. وتُحسب الزكاة على النحو التالي:
- تحديد وزن الذهب المملوك: يجب معرفة إجمالي وزن الذهب لديك.
- تحديد الذهب الخالص: إذا كان الذهب مخلوطًا بمعادن أخرى، يتم حساب الذهب الصافي فقط.
- معرفة سعر الذهب الحالي: يتم الاستعلام عن سعر جرام الذهب في السوق وقت إخراج الزكاة.
- حساب الزكاة بنسبة 2.5% منه.
قيمة الزكاة المال على الذهب = إجمالي وزن الذهب الخالص × سعر الجرام × 2.5%.
كيفية حساب زكاة المال المدخر
المال المدخر، سواء كان في حساب بنكي أو نقدًا، يُزكّى إذا بلغ النصاب، أي ما يعادل 85 جرامًا من الذهب ومر عليه عام هجري كامل دون أن ينقص عن النصاب. وإليك خطوات حساب زكاة المال المدخر:
- تحديد إجمالي المدخرات: يشمل الأموال في الحسابات البنكية أو النقدية.
- التأكد من بلوغ النصاب: قارن المدخرات بسعر 85 جرامًا من الذهب، فإذا تجاوزته، تجب الزكاة.
- حساب الزكاة بنسبة 2.5%.
- قيمة الزكاة المال المدخر = إجمالي المدخرات البالغة للنصاب × 2.5%.
كيفية إخراج زكاة المال
إخراج زكاة المال يمكن أن يتم بعدة طرق وفقًا للظروف والاحتياجات، فيما يلي الطرق المتاحة لإخراج الزكاة بطريقة شرعية وصحيحة:
إخراج الزكاة نقدًا
يمكن للمسلم بعد حساب زكاة المال أن يقوم بإخراج الزكاة على شكل نقدي. في هذه الحالة، يجب حساب 2.5% من إجمالي المال الواجب عليه الزكاة ثم يتم تسليم المبلغ نقدًا للأشخاص المستحقين أو عبر جمعيات الزكاة.
إخراج الزكاة من خلال المنتجات أو السلع
من طرق إخراج زكاة المال أيضاً هو إخراجها على شكل سلع، فيمكنك حساب المال الواجب عليه الزكاة ثم شراء بما يعادله سلعاً وتوزعها على الأشخاص المستحقين.
إخراج الزكاة من خلال التبرعات الخيرية
هناك العديد من المنظمات الخيرية التي تقبل الزكاة وتوزعها على مستحقيها، ويمكن للمسلم أن يختار التبرع بها لهذه المنظمات لضمان وصولها إلى من يستحق.
ومن أفضل تلك الجمعيات تأتي جمعية أمة الخيرية، والتي تلتزم بتوزيع الزكاة وفقًا للأحكام الشرعية. كما أنها توجه تبرعاتك لدعم الأسر المحتاجة، الفقراء، الأيتام، وذوي الدخل المحدود.
إخراج الزكاة في صورة مشاريع خيرية
يمكن للمسلم حساب زكاة المال وإخراجها من خلال تمويل مشاريع خيرية مثل بناء مستشفيات، مدارس، أو توفير مياه للشرب للمناطق المحتاجة.
ويجب التأكد من أن المشروع يستفيد منه المستحقون للزكاة، كما يمكنه الاستعانة بجمعيات خيرية مثل جمعية أمة والتي تكون متخصصة ومضمونة في تقديم زكاة المال في مشاريع خيرية مُستحقّة.
لذا، فإن تبرعك بزكاة مالك عبر جمعية أمة يضمن لك الأجر والثواب ويحقق الأثر الحقيقي في حياة المحتاجين، كل ذلك يتم بشفافية وموثوقية عالية. ساهم الآن واجعل زكاتك تصل لمن يستحقها بأفضل طريقة.