غزة المحاصرة: مقاومة الحياة وسط الركام

منذ اندلاع الحرب الأخيرة على قطاع غزة، يعيش أكثر من مليوني إنسان تحت حصار خانق وظروف إنسانية تكاد تكون مستحيلة.
مدن مدمرة، بنية تحتية منهارة، وغياب شبه كامل لمقومات الحياة الأساسية. لكن رغم ذلك، يظل الشعب الفلسطيني في غزة مثالًا حيًا على الصمود والمقاومة، حيث يواجه الحصار والدمار بإرادة لا تنكسر.

غزة تحت النار والحصار

الحرب الأخيرة لم تترك بيتًا إلا وأصابه جرح. آلاف المباني تحولت إلى أكوام من الركام، والمدارس والمستشفيات أصبحت أهدافًا مباشرة. ومع كل موجة قصف، يزداد عدد النازحين الذين يفترشون الأرض في المدارس أو الشوارع.

الحصار الإسرائيلي المستمر منذ سنوات طويلة، ازداد تشديدًا مع الحرب، حيث تم منع دخول الوقود، والدواء، وحتى الغذاء إلا بكميات ضئيلة لا تكفي لسد رمق الجائعين. عشرات الشاحنات من المساعدات تنتظر على المعابر، فيما يموت الأطفال والمرضى بسبب نقص الغذاء والعلاج.

هذا الحصار لم يعد مجرد إجراء سياسي أو عسكري، بل أصبح أداة للتجويع والإبادة البطيئة، حيث يُحرم سكان غزة من أبسط حقوقهم الإنسانية.

الحياة اليومية وسط الركام

ورغم هذه المأساة، ما زال أهل غزة يقاومون الحياة بكل تفاصيلها.

  • الأمهات يخبزن الخبز على النار في الشوارع بعدما فقدن منازلهن.
  • الأطفال يبحثون بين الأنقاض عن كتبهم وألعابهم.
  • الشباب يبتكرون طرقًا بدائية لتوليد الكهرباء أو جلب المياه.

هذا الصمود ليس رفاهية، بل هو خيار البقاء الوحيد. فالشعب الذي اعتاد الحصار والحروب، بات يعرف كيف يحوّل الألم إلى حياة، والدمار إلى فرصة للمقاومة.

البنية التحتية المنهارة

الحرب الأخيرة والحصار الخانق دمرا ما تبقى من بنية تحتية في غزة.

  • الكهرباء: لا تصل إلا لساعات قليلة، وأحيانًا تنقطع لأيام كاملة.
  • المياه: أكثر من 90% من المياه في غزة غير صالحة للشرب.
  • المستشفيات: تعمل بأقل من نصف طاقتها، وتعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات.
  • المدارس: مئات منها تحولت إلى ملاجئ للنازحين، بينما توقفت العملية التعليمية بشكل شبه كامل.

ومع كل هذا، يصر الغزيون على أن الحياة يجب أن تستمر، مهما كانت التحديات.

الأطفال ضحايا الحرب والحصار

الأطفال في غزة هم الوجه الأكثر ألمًا للمأساة.
العديد منهم فقدوا أسرهم، وآخرون يعيشون صدمات نفسية عميقة. مشاهد الطائرات، أصوات الانفجارات، فقدان الأصدقاء أو الأشقاء؛ كلها ذكريات ستظل تلاحقهم مدى الحياة.

الأصعب هو الجوع والعطش، حيث ينام آلاف الأطفال يوميًا دون وجبة كافية، فيما يموت بعضهم بسبب سوء التغذية ونقص الدواء.
ومع ذلك، يظل هؤلاء الأطفال يلعبون في الشوارع المدمرة، يرسمون على الجدران، ويحلمون بغدٍ أفضل، وكأنهم يقولون للعالم: “لن نهزم”.

دور المجتمع المدني والتكيات الخيرية

في مواجهة هذا الواقع الكارثي، ظهرت مبادرات محلية مثل التكيات الخيرية، التي تعمل على توفير وجبات يومية للأسر الفقيرة والمشردة.
هذه المبادرات أصبحت طوق النجاة لآلاف العائلات، خصوصًا بعد أن باتت المساعدات الدولية محدودة أو معطلة بفعل الحصار.

من أبرز هذه المبادرات مشروع التكية الخيرية التابع لجمعية أمة الخيرية، والذي يسعى إلى تقديم وجبات غذائية يومية للعائلات المحتاجة، مع التركيز على الأطفال وكبار السن الذين لا يجدون قوت يومهم.

تبرعك اليوم يمكن أن يُطعم طفلًا جائعًا أو يُنقذ مسنًا لا يجد من يساعده.
👉 تبرع الآن لحملة إطعام غزة

صمود غزة رسالة للعالم

غزة ليست مجرد جغرافيا صغيرة محاصرة، بل هي رمز للصمود والإرادة.
رغم كل ما تتعرض له، يرفض أهلها الاستسلام أو رفع الراية البيضاء.
هم يعلمون أن الحصار قد يقتل أجسادهم، لكنه لن يكسر أرواحهم.

لكن هذا الصمود بحاجة إلى دعم حقيقي. غزة لا تحتاج فقط إلى كلمات التضامن، بل إلى أفعال ملموسة:

  • تبرعات إنسانية مباشرة.
  • ضغط سياسي لفتح المعابر.
  • حملات توعية عالمية لفضح جرائم الاحتلال.

العالم أمام مسؤولية تاريخية

ما يحدث في غزة اليوم ليس مجرد أزمة إنسانية عابرة، بل جريمة ضد الإنسانية.
التاريخ لن يرحم صمت العالم، ولن يغفر تواطؤ الدول الكبرى.
لكن في المقابل، يمكن للأفراد والمنظمات أن يصنعوا فارقًا حقيقيًا عبر الدعم والمساندة.

تبرعك اليوم، ولو بالقليل، قد يكون طوق نجاة لأسرة كاملة.
👉 شارك في حملة إطعام غزة