المقدمة
الحروب لا تقتل فقط من يرحلون تحت القصف، بل تترك خلفها آلاف الأرواح الصغيرة التي تُحرم فجأة من الأمان، الحنان، والرعاية. في غزة اليوم، ارتفع عدد الأيتام بشكل غير مسبوق منذ اندلاع العدوان الأخير، لتصبح الطفولة في القطاع أكثر الفئات هشاشة ومعاناة. هؤلاء الأطفال لا يفقدون فقط آباءهم أو أمهاتهم، بل يفقدون أيضًا معنى الطفولة نفسها، فيتحول اللعب إلى حزن، والضحك إلى دموع، والأحلام إلى كوابيس.
أرقام صادمة عن اليتامى
وفقًا لتقارير منظمات حقوقية وإنسانية:
- أكثر من 25 ألف طفل في غزة أصبحوا أيتامًا منذ بداية الحرب الأخيرة.
- نسبة كبيرة من هؤلاء فقدوا كلا الوالدين في قصف واحد.
- الأطفال دون سن العاشرة هم الأكثر تأثرًا نفسيًا واجتماعيًا.
هذه الأرقام ليست مجرد إحصاءات، بل هي مؤشرات على جيل كامل مهدد بالضياع إذا لم تتدخل الإنسانية سريعًا لإنقاذه.
معاناة ما بعد الفقد
فقدان أحد الوالدين أو كليهما يعني الدخول في دوامة قاسية من المعاناة:
- غياب الأمان: الطفل الذي كان يختبئ في حضن أمه أو يمسك يد أبيه، يجد نفسه فجأة بلا سند.
- الصدمة النفسية: مشهد موت الأهل أمام أعين الأطفال يترك ندوبًا نفسية عميقة قد لا تندمل أبدًا.
- الفقر والحرمان: معظم الأيتام يفقدون مصدر دخل الأسرة، ما يجعلهم يعيشون على المساعدات.
- الحرمان التعليمي: كثير منهم يضطرون لترك الدراسة لعدم وجود من يتكفل بمصاريفهم.
- العزلة الاجتماعية: الأطفال الأيتام في بيئة حرب يصبحون أكثر عرضة للتنمر أو الإهمال.
صور من الواقع
- طفلة في السادسة من عمرها فقدت والديها وإخوتها الأربعة في غارة، ولم يتبق لها سوى جدتها المسنة التي لا تستطيع تأمين احتياجاتها.
- شاب في الرابعة عشرة وجد نفسه مسؤولًا عن شقيقاته الثلاث بعد استشهاد والديه، فتحول من طفل إلى رب أسرة بين ليلة وضحاها.
- رضيع لا يعرف حتى ملامح أمه، لأن القصف حرمه منها قبل أن يتم شهره الثالث.
الأيتام والمخاطر النفسية
الأطفال الأيتام في غزة لا يعانون فقط من الجوع والحرمان، بل أيضًا من صدمات نفسية عميقة:
- كوابيس متكررة ورعب من أصوات الطائرات.
- صمت وعزلة ورفض التحدث.
- سلوكيات عنيفة بسبب الغضب المكبوت.
- فقدان الثقة بالمستقبل والشعور بالخذلان.
أطباء نفسيون أكدوا أن جيلًا كاملًا في غزة معرض للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) إذا لم تتم معالجته بشكل عاجل.
دور المؤسسات الخيرية
في مواجهة هذه المأساة، برزت مبادرات إنسانية تحاول سد الفجوة الكبيرة، ومن بينها مشاريع كفالة الأيتام في غزة التي تتبناها جمعية أمة الخيرية.
هذه المبادرات تسعى إلى:
- توفير كفالات مالية شهرية تغطي الغذاء والدواء والتعليم.
- تقديم دعم نفسي واجتماعي للأطفال المتضررين.
- رعاية الأيتام عبر أسر بديلة أو دور رعاية مؤقتة.
- دمجهم في برامج تعليمية وتربوية خاصة.
ورغم كل هذه الجهود، تبقى الحاجة أضعاف ما هو متوفر بسبب العدد الكبير للأيتام والموارد المحدودة.
ماذا يعني كفالة يتيم؟
كفالة يتيم ليست مجرد مساعدة مالية، بل هي:
- ضمان حياة كريمة للطفل بعيدًا عن الفقر المدقع.
- دعم نفسي ومعنوي يجعله يشعر أن هناك من يهتم به.
- استمرار في التعليم حتى لا يتحول إلى ضحية جديدة للجهل والبطالة.
- رسالة إنسانية للعالم أن التضامن لا يموت حتى في أحلك الظروف.
كيف يمكننا المساهمة؟
يمكن لكل فرد حول العالم أن يكون جزءًا من الحل:
- 30 دولارًا شهريًا تكفي لكفالة يتيم في غزة وتوفير احتياجاته الأساسية.
- 100 دولار تضمن علاجًا وتعليمًا لعدة أشهر.
- تبرع لمرة واحدة يمكن أن يوفر مأوى أو بطانية أو حقيبة مدرسية.
المساهمة متاحة عبر الرابط:
�� كفالة الأيتام في غزة – ساهم الآن
شهادات من الأيتام
- “أنا مش عاوزة لعبة، أنا عاوزة ماما ترجع” – طفلة في السابعة.
- “كنت بحلم أكون طبيب، دلوقتي مش عارف هقدر أتعلم ولا لأ” – فتى يتيم 12 سنة.
- “كل ليلة بنام خايف، يمكن يصير زي ما صار مع بابا” – طفل 9 سنوات.
هذه الكلمات تختصر حجم المأساة، وتعكس حاجة ماسة ليس فقط للمال، بل للحب والاحتواء والرعاية.
مسؤولية إنسانية وأخلاقية
ترك هؤلاء الأطفال بلا دعم هو مشاركة غير مباشرة في جريمة الحرب ضد الطفولة.
إن كفالة يتيم ليست تفضلًا، بل هي واجب إنساني وديني وأخلاقي على كل من يملك قلبًا حيًا.
الخاتمة
في غزة، لا يوجد طفل يتيم واحد فقط، بل آلاف الأرواح المعلقة بالأمل. إنهم لا يحتاجون إلى الشفقة، بل إلى الأمان والاستقرار والرعاية.
قد لا نوقف الحرب بأيدينا، لكننا نستطيع أن نرسم ابتسامة على وجه طفل فقد كل شيء. كفالة يتيم اليوم ليست صدقة، بل هي إنقاذ جيل بأكمله من الضياع.
�� ساهم الآن في كفالة الأيتام في غزة