مع اقتراب عيد الأضحى، يكثر التساؤل حول هل يجوز الاشتراك في الأضحية أم لا. خاصة وأن الكثيرين لا يقدرون على تحمل التكلفة الكاملة للذبح ولكن يرغبون في نيل أجر الشعيرة. ومع ارتفاع الأسعار وتعدد النفقات، أصبح الاشتراك في الأضاحي حلًا عمليًا وشرعيًا يُتيح للمسلم أن يشارك في الخير، ويجعل الأجر في متناول الجميع. وفي مقالنا اليوم، سنوضح لك هل يجوز الاشتراك في الأضحية وأهم الضوابط الشريعة للمشاركة في الأضاحي. كما سنوضح لك أفضل الجمعيات الخيرية التي يمكنك من خلالها المساهمة في سهم من أضحية يصل للفقير، ويوصلك بالأجر.
هل يجوز الاشتراك في الأضحية؟
نعم، الاشتراك في الأضحية جائز شرعًا في الإبل والبقر فقط، وذلك بشرط ألّا يزيد عدد المشتركين فيها عن سبعة أشخاص، وأن يكون قصدهم جميعًا الأضحية أو التقرب إلى الله، لا مجرد اللحم.
أما في الغنم، الخروف أو الماعز، فلا يجوز الاشتراك لأنها لا تكفي إلا لشخص واحد. وقد أجمع الفقهاء على ذلك استنادًا لحديث النبي ﷺ: “البقرة عن سبعة، والجزور عن سبعة” – رواه مسلم.
هل يجوز الاشتراك في الأضحية من الغنم؟
لا يجوز الاشتراك في أضحية من الغنم، لأن الشاة لا تُجزئ إلا عن شخص واحد فقط. فإذا ذبحها شخصان أو أكثر بنية الاشتراك، لم تصح عن أحد منهم كأضحية.
ولكن يمكن لشخص أن يضحي بشاة عنه وعن أهل بيته، ما دام ينفق عليهم، ويُحسب له أجر الأضحية عنهم جميعًا بنيته، وليس من باب الاشتراك المالي.
هل يجوز الاشتراك في الأضحية مع الأم؟
نعم، يجوز الاشتراك في الأضحية مع الأم إذا كانت الأضحية من الإبل أو البقر، ولم يتجاوز عدد المشتركين سبعة، وكانت النية واحدة: الأضحية تقربًا إلى الله.
أما إذا كانت الأضحية من الغنم، فلا يصح الاشتراك المالي فيها. ولكن يمكن لشخص أن يضحي بها ويشرك والدته في الأجر والنية، وهذا جائز ومستحب، خاصة إذا كانت الأم متوفاة أو لا تستطيع الذبح بنفسها.
هل يجوز الاشتراك في الأضحية مع الأب؟
الأمر نفسه ينطبق هنا، فيجوز الاشتراك في الأضحية مع الأب في حالة الأضاحي الكبيرة كالبقر أو الإبل فقط. وذلك بشروط واضحة؛ أهمها:
- ألا يتجاوز عدد المشتركين سبعة.
- أن تكون نيتهم جميعًا الأضحية، وليس مجرد شراء لحم.
أما في حالة الشاة، فالأب يمكنه أن يذبحها عن نفسه وأسرته، ويشرك أبناءه أو من يعول في الأجر بنيته، دون اشتراك مالي فعلي.
هل يجوز اشتراك أكثر من سبعة في الأضحية؟
لا يجوز أن يشترك أكثر من سبعة أشخاص في الأضحية الواحدة من الإبل أو البقر، لأن الشرع حدّد العدد الأقصى في حديث النبي ﷺ: “الجزور عن سبعة، والبقرة عن سبعة” – رواه مسلم.
فإذا زاد العدد عن سبعة لم تصح الأضحية. هذا الشرط واضح وثابت، ويُشترط فيه أيضًا أن تكون نية جميع المشتركين أداء الأضحية، وليس مجرد شراء اللحم أو التبرع بأي نية أخرى.
فضل الاشتراك في الأضحية
بعد أن أوضحنا لكم هل يجوز الاشتراك في الأضحية وأهم الشروط والضوابط، لعلك ترغب في معرفة فضل المشاركة والتصدق بالأضحية.
فالاشتراك في الأضحية من أعظم أبواب الخير التي يجتمع فيها الأجر والنية الطيبة مع القدرة المالية. فقد شرع الله للمسلمين التيسير، وجعل الاشتراك في البقر أو الإبل وسيلة للمشاركة في هذه الشعيرة العظيمة.
وذلك دون أن يُكلف الشخص فوق طاقته. ومن فضائل المشاركة في الأضحية:
- الحصول على أجر الأضحية كامل بالنّية، فمن اشترك بنيّة الأضحية نال أجرها وثوابها كما لو ضحّى وحده.
- المشاركة في الإطعام، حيث ينال المشترك أجر إطعام الفقراء والمحتاجين، ونشر الفرح في أيام العيد.
- إحياء لسنة إبراهيم عليه السلام، فالاشتراك يحقق مقصود السنة ويجمع القلوب على الطاعة.
- فرصة لنفع المسلمين في بقاع متعددة، فعبر الجمعيات الخيرية، مثل جمعية أمة الخيرية، تصل أضحيتك لمن هم بأشد الحاجة حول العالم.
- مضاعفة للأجر، فكلما كانت النية خالصة، زاد الأجر والبركة، خاصة إذا وُجهت الأضحية لمستحقيها بحق.
أفضل جمعيات الأضاحي الخيرية
استكمالًا لحديثنا حول هل يجوز الاشتراك في الأضحية وبعد أن أوضحنا ذلك وبيّنا فضله العظيم، فتحتاج لمعرفة كيف تساهم في أضاحي العيد.
وعند الحديث عن أفضل جمعيات الأضاحي الخيرية، تتصدر جمعية أمة الخيرية. وذلك لما تقدمه من خدمات موثوقة ومؤثرة في حياة الفقراء والمحتاجين حول العالم.
فمنذ أكثر من عشر سنوات، والجمعية تنوب عن آلاف المتبرعين في أداء الأضاحي وتوزيع لحومها على مستحقيها في مناطق تعاني من الحصار أو الجوع أو النزوح. فتقوم بـ:
- تنفذ الأضاحي نيابة عنك في أماكن مختلفة مثل: غزة، تشاد، تنزانيا، وتركيا.
- توثيق كامل للعملية من الذبح وحتى التوزيع، لتكون مطمئنًا أن أضحيتك وصلت لمن يستحقها.
- تختار الأسر الأشد حاجة بعناية، لضمان وصول اللحم إلى من هم في أمسّ الحاجة.
- تسهيل المشاركة بالأسهم لمن لا يقدر على ثمن أضحية كاملة.
- تحقق الشروط الشرعية في اختيار الأضاحي وتنفيذها في الوقت والمكان المناسبين.
ففي جمعية أمة لا تنفذ فقط عملية الذبح، بل تصنع عيدًا في بيوت الفقراء، وتنقل عنك فرحة العطاء ودعوة الخير في كل قطعة لحم. المشاركة في حملة أضاحي أمة الخيرية واترك بسهم أضحية العيد عبر جمعية أمة واجعل لك نصيبًا من أجرها وفرحتها.