فضل الزكاة في الإسلام: كيف تساهم زكاتك في تغيير حياة المحتاجين؟

الزكاة في الإسلام هي ركن أساسي من أركان الدين الخمسة، وتشكل عبادة مالية واجبة على كل مسلم يمتلك النصاب المحدد شرعًا. وهي تطهير للنفس والمال، إذ تعزز الروابط الاجتماعية وتعمل على تحقيق التكافل بين أفراد المجتمع. فمن خلال أنواع الزكاة المختلفة تتحقق العدالة الاجتماعية وتوزيع الثروة بشكل متوازن، مما يساعد في تقليل الفجوة بين الأغنياء والفقراء. كما أن فضل الزكاة عظيم، حيث يُثني الله تعالى في القرآن الكريم على من يخرجون زكاتهم، ويعدهم بالمغفرة والبركة والنجاح في الدنيا والآخرة. وبمقالنا اليوم سنعرض لك كل ما تحتاج لمعرفته حول الزكاة في الإسلام.

الزكاة في الإسلام

الزكاة في الإسلام واحدة من العبادات المالية ومن ضمن أركان الدين الخمسة الأساسية. ويتم فرضها وفقاً لأحكام وشروط معينة، ومنها امتلاك النصاب. على أن يخرج المسلم المحقق لكافة شروط الزكاة وأحكامها نسبة محددة من ماله سنويًا لمساعدة المحتاجين. وتختلف نسبتها باختلاف أنواع الزكاة كما سنبين لاحقاً.

كما تهدف الزكاة إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والتكافل بين المسلمين، حيث يُخرج الغني جزءاً من ماله لتلبية احتياجات الفقراء. مما يعزز المساواة ويقلل من الفجوات الاقتصادية، وقد حدد القرآن الكريم المصارف التي يتم من خلالها إنفاق الزكاة. فحسب ما وُرد حول مصارف الزكاة في القرآن الكريم، تُصرف الزكاة على:

  • الفقراء: وهم الأشخاص الذين لا يجدون ما يكفيهم لسد احتياجاتهم الأساسية.
  • المساكين: هم الأشخاص الأشد حاجة من الفقراء.
  • العاملون عليها: أي من يقومون بجمع الزكاة وتوزيعها.
  • المؤلفة قلوبهم: من يُراد كسب قلوبهم للإسلام أو لدعمهم في الإيمان.
  • في الرقاب: وهم العبيد الذين يسعون لتحرير أنفسهم.
  • الغارمون: الأشخاص الذين أثقلتهم الديون ولا يملكون سدادها.
  • في سبيل الله: تشمل المصاريف التي تدعم الجهاد في سبيل الله والدعوة إليه.
  • ابن السبيل: المسافر الذي انقطع عن ماله في بلده، فيُعطى من الزكاة حتى يتمكن من العودة إلى بلده.

ما فضل الزكاة في الإسلام؟

 فضل الزكاة كبير في الإسلام، فهي تُطهر المال وتنميه وتبارك فيه، كما تحظى بأجر عظيم عند الله. ومن خلال الزكاة، يتحقق مبدأ التكافل والتضامن. حيث يشعر الأغنياء بمسؤوليتهم تجاه مجتمعهم، ويقدمون العون للمحتاجين، مما يسهم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في المجتمع. وقد أشار الله تعالى إلى فضل الزكاة في الإسلام بقوله:

“خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ” – (سورة التوبة، الآية 103).

مفهوم الزكاة واحكامها

تعتبر الزكاة في الإسلام وسيلة لتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية، وتساهم في تعزيز الروابط بين أفراد المجتمع المسلم، وتقرب الأغنياء من الفقراء بفضل مشاعر التآخي والرحمة المتبادلة.

مفهوم الزكاة

هي فريضة مالية واجبة على كل مسلم يمتلك نصاباً معيناً من المال، وهي ثالث أركان الإسلام الخمسة. كما أنها عبادة تهدف إلى تطهير النفس والمال، وتعزز قيم التكافل الاجتماعي. إذ تُسهم في تقليل الفوارق الاقتصادية بين الأفراد عن طريق تخصيص جزء من مال الأغنياء لصالح المحتاجين والمستضعفين في المجتمع.

شروط الزكاة

شروط الزكاة هي مجموعة من المتطلبات التي يجب أن تتوفر في مال المسلم ليكون واجبًا إخراج الزكاة منه. وتشمل هذه الشروط ما يلي:

  • الإسلام، فالزكاة واجبة على المسلمين فقط فهي عبادة مالية مقرونة بالإيمان.
  • الحرية، حيث يجب أن يكون المسلم حراً وليس عبداً، لأن الزكاة واجبة على مالك المال.
  • امتلاك النصاب، وهو الحد الأدنى للمال الذي تجب فيه الزكاة، ويختلف باختلاف أنواع الزكاة.
  • مرور السنة أو حولان الحول، أي مرور سنة هجرية كاملة على امتلاك المال دون أن ينقص عن النصاب. 
  • القدرة على النمو، حيث تجب الزكاة على الأموال التي يُحتمل نموها أو زيادتها.
  • خلو المال من الديون، فمن شروط الزكاة أن يتم إخراجها من المال الخالص من الديون. بحيث لا تكون هناك مستحقات مالية تقلل من النصاب.

على من تجب الزكاة؟

أما بالنسبة إلى على من تجب الزكاة في الإسلام، فبجانب تحقق شروط الزكاة التي عرضناها في الفقرة السابقة يجب أن يكون المسلم بالغاً عاقلاً. حيث تُشترط الزكاة على البالغين العقلاء، ومع ذلك، هناك آراء في الفقه تجيز إخراج الزكاة على مال الصبي والمجنون إن بلغ النصاب.

أنواع الزكاة

تتعدد أنواع الزكاة التي فرضها الإسلام على المسلمين، وتختلف عن بعضها البعض حسب مقدار الزكاة وحسابها وكذلك نوع المال. وفيما يلي سنوضح لكم أنواع الزكاة في الإسلام وكذلك مقدارها حسب نوعها:

  • زكاة المال: وهي الزكاة المفروضة على المال النقدي، سواء كان ذهبًا أو فضة أو أوراق نقدية. أما بالنسبة إلى مقدار الزكاة في هذا النوع، فتبلغ نسبتها 2.5% من قيمة المال عند بلوغ النصاب ومرور سنة هجرية كاملة عليه.
  • زكاة الزروع والثمار، وهي التي يتم فرضها على المحاصيل الزراعية عند حصادها إذا بلغت النصاب المحدد شرعًاوتختلف نسبتها حسب الري بحيث تكون 10% في الأراضي المروية بالأمطار، و5% في الأراضي التي تُروى بالآلات.
  • زكاة الأنعام، وهي من أنواع الزكاة الواجبة على من يمتلك من الإبل أو البقر أو الغنم بعد بلوغها نصابًا معينًا ومرور الحول. وبالنسبة إلى مقدار الزكاة فيها، فيتم تحديده حسب نوع الأنعام وعددها.
  • زكاة عروض التجارة، والتي تتضمن كل ما يُشترى بهدف التجارة والربح، مثل السلع والبضائع. وتُحسب بنسبة 2.5% من قيمة السلع بعد تقويمها عند مرور سنة هجرية كاملة عليها.
  • زكاة المعادن والركاز، وهي من أنواع الزكاة في الإسلام الواجبة على المعادن المستخرجة من الأرض مثل الذهب والفضة. وبالنسبة إلى مقدار الزكاة فيها، فتبلغ 2.5% من قيمة المعادن بعد استخراجها. أما الركاز، فتبلغ مقدار الزكاة فيه 20%.
  • زكاة الفطر: هي زكاة تُخرج في شهر رمضان قبل صلاة عيد الفطر وتختلف عن زكاة المال. حيث تُخرج طعامًا كالأرز أو القمح بمقدار صاع، وتهدف إلى تطهير صيام المسلم وإدخال السرور على الفقراء في العيد

ساهم بزكاتك في مساعدة المحتاجين

الزكاة في الإسلام ليست مجرد التزام ديني، بل هي وسيلة لدعم أفراد المجتمع الأشد حاجة، وتحقيق الاستقرار لهم. مما يجعلها أداة دعم ومساندة لمن يمرون بظروف صعبة وحاجة ماسة. ساهم بزكاتك اليوم في مد يد العون للمحتاجين والمستضعفين. فبإخراج زكاتك، تساهم في توفير الغذاء والمأوى والرعاية الصحية والتعليم للمحتاجين، خاصة في المجتمعات التي تعاني من الأزمات الاقتصادية والإنسانية.فالزكاة هي عبادة مالية وتكافل اجتماعي في آن واحد، حيث تزرع روح العطاء والمحبة وتبارك المال وتنميه. اجعل زكاتك سببًا في إسعاد الآخرين وتحقيق الأمن الاجتماعي في مجتمعك، واغتنم هذا الفضل العظيم لتعزيز الاستقرار والسعادة لمن هم في أمس الحاجة. وشارك في حملات الدعم والإغاثة التي نقدمها للمحتاجين في جمعية أمة الخيرية الآن لدعم المحتاجين.