في زمنٍ تتسارع فيه الخطوات نحو الماديات، وتضيع القيم بين ضوضاء الحياة، يبقى القرآن الكريم هو النور الذي لا ينطفئ، والهداية التي لا تضلّ.
إنه كتاب الله الذي أنزله رحمة للعالمين، فيه الشفاء للقلوب، والنور للعقول، والطمأنينة للنفوس.
ومن أعظم القربات التي يتقرّب بها الإنسان إلى ربه أن يتعلم هذا الكتاب العظيم، ويعلّمه لغيره، كما قال النبي ﷺ:
“خيركم من تعلم القرآن وعلّمه.” (رواه البخاري)
من هذا المنطلق، جعلت جمعية أمة الخيرية (Ummah Human Relief – UHR) تعليم القرآن ونشر لغته رسالة أساسية ضمن برامجها التربوية، لتغرس حبّ كتاب الله في قلوب الأجيال الناشئة، وتعيد للأمة ارتباطها بمصدر عزّها وقوتها.
فضل تعليم القرآن الكريم
تعليم القرآن ليس علمًا فحسب، بل عبادة عظيمة تتصل مباشرة بالله عز وجل.
كل حرف يُتلى من كتاب الله له ثواب عظيم، كما قال النبي ﷺ:
“من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها.”
إنّ تعليم القرآن هو صناعة جيلٍ يعبد الله على بصيرة، ويعيش بهديٍ من الوحي، ويربط الدنيا بالآخرة.
وهو أيضًا تربيةٌ للأخلاق، وصقلٌ للنفوس، وغرسٌ لمعاني الصبر، والرحمة، والصدق، والتقوى في القلوب الصغيرة التي تتفتح على النور.
أهمية تعليم الأجيال الناشئة
الأطفال هم مستقبل الأمة، وما يُغرس في قلوبهم من حب القرآن في الصغر يبقى معهم ما عاشوا.
لقد كانت الأمة الإسلامية في أوج ازدهارها عندما كان تعليم القرآن هو المنهج الأول في البيوت والمدارس والمساجد.
أما اليوم، ومع انتشار الشاشات والمغريات، فإن الحاجة إلى ربط الأطفال بالقرآن أصبحت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
ولذلك، تعمل جمعية أمة الخيرية على إقامة برامج متخصصة لتعليم الناشئة القرآن الكريم، ليس بالحفظ فقط، بل بالفهم والتدبّر والتطبيق.
فالتربية القرآنية عند الجمعية تقوم على ثلاث ركائز أساسية:
- تعليم القراءة والتجويد الصحيح.
- شرح معاني الآيات بلغة مبسطة تناسب الأطفال.
- ربط السلوك اليومي بالقيم القرآنية.
بهذا المنهج المتكامل، لا يخرج المتعلم حافظًا للقرآن فقط، بل حاملًا لرسالته.
لغة القرآن… لغة السماء
من البرامج المتميزة التي أطلقتها جمعية أمة الخيرية برنامج “لغة القرآن”، وهو مشروع يهدف إلى تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، خاصة من الأطفال في المجتمعات المسلمة خارج الوطن العربي.
يهدف البرنامج إلى:
- تمكين الأطفال من فهم معاني القرآن بلغته الأصلية.
- غرس حب اللغة العربية في قلوبهم باعتبارها لغة الوحي.
- تعزيز ارتباط الجيل الناشئ بهويته الإسلامية.
يستخدم البرنامج مناهج تفاعلية حديثة، تعتمد على القصص، والأناشيد، والحوار، والأنشطة التطبيقية، ليكون تعلم اللغة متعة لا عبئًا.
وقد أثبتت التجربة أن الأطفال الذين يتعلمون العربية في إطارٍ قرآني، يكتسبون مهارات لغوية وأخلاقية في آنٍ واحد.
الحلقات القرآنية والمراكز التعليمية
تقيم الجمعية العديد من الحلقات القرآنية في المساجد والمراكز المجتمعية، يشرف عليها معلمون متخصصون في علوم التجويد والقراءات، إضافة إلى برامج التعليم عن بُعد التي تتيح للطلاب من مختلف الدول المشاركة إلكترونيًا.
ومن أبرز المبادرات التي أطلقتها الجمعية:
- مدارس القرآن الصيفية:
تستهدف طلاب المدارس خلال العطلة الصيفية لتعليم الحفظ والتجويد والآداب الإسلامية. - مراكز الحفظ المكثّف:
تتيح للطلاب حفظ أجزاء كبيرة من القرآن خلال فترات محددة وفق منهج منظم. - برنامج “القرآن في حياتي”:
يربط بين الآيات والسلوك اليومي، ليصبح القرآن منهج حياة وليس مجرد حفظ ألفاظ.
كل حلقة قرآنية تمثل بذرة نور تُغرس في الأرض، تثمر جيلًا جديدًا يعرف الله ويخشاه ويحب الخير.
القرآن منهج حياة وليس كلمات محفوظة
من الأخطاء الشائعة أن يقتصر تعليم القرآن على الحفظ دون الفهم.
بينما الهدف الحقيقي هو أن يعيش الإنسان بالقرآن ويطبقه في سلوكه، وأن يرى أثره في حياته اليومية.
تسعى جمعية أمة الخيرية من خلال برامجها التعليمية إلى تحويل حفظ القرآن إلى أسلوب حياة، وذلك عبر أنشطة تربوية وتطبيقات واقعية، مثل:
- مسابقات السلوك القرآني.
- جلسات تأمل وتدبّر في معاني الآيات.
- أنشطة تطوعية مستلهمة من القيم القرآنية مثل الصدق والإحسان والتعاون.
أثر برامج الجمعية في المجتمع
لم تقتصر مشاريع الجمعية على التعليم فقط، بل امتدت لتشمل رعاية الأيتام وتعليمهم القرآن، وإعداد معلمي القرآن من الشباب، لتكوين نواة جيلٍ جديد يحمل الرسالة ويواصلها.
وقد شهدت الجمعية – بحمد الله – تخريج مئات الطلاب الذين حفظوا أجزاء من القرآن، وأصبحوا قدوة في مجتمعاتهم.
كما أثبتت برامجها الإلكترونية نجاحًا كبيرًا، حيث يتابعها طلاب من مختلف دول العالم الإسلامي وأوروبا.
كيف يمكننا المساهمة؟
كل من يشارك في دعم تعليم القرآن هو شريك في نشر الهداية في الأرض.
إن تبرعك اليوم في أحد برامج جمعية أمة الخيرية يعني أنك تساعد في تعليم طفلٍ حرفًا من كلام الله،
وأنك تفتح له بابًا من النور سيبقى مضيئًا في قلبه إلى الأبد.
قال رسول الله ﷺ: “من دلّ على خيرٍ فله مثل أجر فاعله.”
يمكنك الآن أن تكون سببًا في نشر القرآن الكريم بين أبناء الأمة من خلال التبرع لمشروعات الجمعية التعليمية والدعوية.
🌿 ساهم الآن في تعليم القرآن للأجيال القادمة:
🔗 تبرع لبرامج تعليم القرآن في جمعية أمة الخيرية



